التحولات في الحالة اليمنية
هل استُنفذت كل الخيارات السياسية في اليمن، وهل كان ذلك هو سر التحول في الموقف الميداني عسكرياً، وهل تكليف الفريق ركن مطلق الأزيمع قائداً للقوات المشتركة للتحالف أحد رسائل ذلك التحول.
اسم الفريق الأزيمع عالق بالذاكرة الخليجية منذ رأس قوات درع الجزيرة التي دخلت البحرين في 14 من مارس 2011، وكونه جندياً يدرك أدوات السياسة، وهو شاعر يدرك تطويع القوافي سياسياً. منذ توليه مهام منصبه الجديد قائداً لقوات التحالف لدعم الشرعية في سبتمبر 2021، فأنه أدرك أهمية مأرب في المعادلة السياسية القائمة، وأنها المفتاح لتغير قواعد المعادلة لا الاشتباك. لذلك كان إعادة نشر القوات في الساحل الغربي وتأمين العاصمة المؤقتة عدن ودفع جميع الأطراف اليمنية للتضامن فعلاً في جهد عسكري حقيقي في تحرير مأرب هي أولوياته الأولى. لذلك ما يحضر الآن إعلامياً هو حجم الإنجاز العسكري على الأرض، لا ما شاهدناه سابقاً من تقارير ميدانية تظهر قادة الجيش اليمني، بل المقاتلين في الخطوط الأمامية.
استمرار تحقيق المزيد من الإنجاز العسكري بقيادة التحالف ولواء العمالقة اليمني سيحتاج لاعتراف قيادة الجيش اليمني بأخطائه في فهم قيمة الاحتفاظ بالأرض المحررة وتأمينها. كذلك، سيتوجب على القيادة اليمنية الاستثمار في تعزيز قيمة جهد التحالف بدل الاستثمار في التباينات والتفريط بما حرر من أرض، ومن الأجدى كذلك إعادة تقيم كفاءة قياداتها العسكرية ميدانياً، وليس على أساس التوازنات السياسية اليمنية.
ما تحقق ميدانياً عبر إعادة صياغة مفهوم دور التحالف ميدانياً يجب أن يكون هو الحاضر سياسياً، وإنْ حُسم الموقف العسكري في الغرب والحُديدة تحديداً لما تحويه من موانئ، وخصوصاً بعد عملية القرصنة التي تعرضت لها سفينة الشحن الإماراتية (روابي)، يؤكد عدم احترام قيادات «الحوثي» للأعراف والمواثيق الدولية فيما يخص حرمة الملاحة الدولية. وتوجيه التحالف إنذاره لذلك الطرف بالإفراج عن السفينة المحتجزة أو اعتبار عموم الموانئ المُسيطر عليها من الطرف الحوثي أهدافاً عسكرية بما في ذلك ميناء الحديدة هو الموقف السياسي المطلوب.
لا يمكن للجهد العسكري أن يحقق الأهداف السياسية المرجوة دون تأمين الساحل الغربي والحُديدة على رأس تلك الأهداف، كذلك على الشرعية أن تحدد موقفها السياسي قبل العسكري من الوضع القائم في تعز لأنه سيضر بالأهداف الاستراتيجية للجهد العسكري. الدبلوماسية اليمنية يجب أن توجه للداخل قبل الخارج، وزيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك للإمارات كان من الواجب أن يسبقها طمأنة «تعهداً» لكافة اليمنيين بتنفيذ اتفاق الرياض، والذي طال انتظاره من قبل اليمنيين، والرياض، وهي العاصمة التي وقع فيها ذلك الميثاق.
* كاتب بحريني